حول المركز

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، و على آله وصحبه اجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين …

أما بعد:

فإن المؤسسة المرتقبة – التي نسأل الله جل شأنه أن يوفقنا في تأسيسها، و النهوض بها، خدمة لدينه الحق، و نفعا لعباده/ الحريصين على معرفة الحق و الالتزام به/ أفرادا و أسرا و مجتمعا –  شعار تلك المؤسسة هو :

{{ مـــــركــــز التأصيـــل  و التأهيــل الإسلامي }}

أي: التأصيل للعلوم والمعارف النافعة، من المنظور الإسلامي .. و ذلك (التأصيل) يعني أمرين:

 أحدهما: هو الاستمداد – إما نصا و إما استنباطا – من الأصلين، اللذين هما مصدر كل شيء في الإسلام، و هما الكتاب والسنة. 

و الأمر الثاني: هو عرض ما توصل إليه الفكر البشري على المقاييس الشرعية، المستنبطة من الأصلين المذكورين؛ فما وافقهما يُقبَل، و ما خالفهما يرد ! ( و يعنينا نحن ههنا – من العلوم – علوم النفس، و الاجتماع؛ و الأبحاث حول الظواهر فوق الطبيعية ) !

 وأما التأهيل النفسي و الاجتماعي، فيقصَد به – عندنا – تأهيل النفوس المؤمنة بالغيب عموما، على وفق ما جاء في التنزيل الإلهي المحفوظ، و هو الذي تتجلى أخباره في الأصلين المذكورين آنفا ! ذلك .. لأن الإيمان و عدمه أمر اختياري: (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مثمن و الله بما تعملون بصير )) !

ثم إن ذلك التأهيل هو لحسن الاندماج في المجتمع الإسلامي، أو- حتى – في مجتمع غير إسلامي ! ثم التأهيل بعد ذلك كله لنيل سعادة الدنيا و الآخرة، تلك السعادة التي هي غاية كل حي عاقل من الناس و الجِنة !! 

التخصيص و بيان الغاية من التأسيس: إن مركز التأصيل و التأهيل، هو مؤسسة علمية و تربوية و نفسية و اجتماعية؛  تهدف عموما إلى المساهمة الفعالة في بناء النسيج الاجتماعي، و التخفيف من الانحرافات و الاضطرابات السلوكية، التي صارت للأسف ظاهرة متفشية في المجتمع !

و إن ما يحدث من السلوكيات المنحرفة، التي تصير أحيانا سلوكيات عدوانية و إجرامية ( كالسلب، و النهب، و السرقة، و الاعتداء على المرافق العمومية، و على الأموال، و الأعراض، و الترويج للمخدرات .. و لِما به تشيع الفواحش و المنكرات … إلغ ذلك من مظاهر الفساد في الأرض ) و ذلك يحدث من طرف شبان، أو حتى من كبار أحيانا ! و كذا ما يحدث في أوساط كثير من الأسر، من شقاقات و اعتداءات، تنتهي في الغالب إلى التشتت و التمزق ! مما يُعَد من الأسباب المهيئة للسلوك العدواني و الإجرامي لدى الشباب، إن على المدى القريب؛ أو على المدى البعيد … ذلك و غيره، ما يجعل أولي الغيرة و الضمائر الحية في المجتمع، يفكرون في الحل و المخرج !

و لأجل المساهمة في تحقيق الغاية المذكورة .. كان التفكير في إقامة المركز المذكور، و العمل على دعوة الناس إليه، بغية توجيههم و توعيتهم، توعية اجتماعية سليمة، يعرفون – بعدها – ما لهم و ما عليهم تجاه بعضهم بعضا، و تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه، و كيف يندمجون فيه اندماجا سليما !

و كما ثبت في البحوث النفسية و الاجتماعية أن للدين (عموما، و من غير تعيين) تأثيرا في التوجيه و التقويم للسلوكيات الفردية و الاجتماعية .. فإن شريحة من المجتمع، ذات خلفية إسلامية – قد أثبتت التجربة الميدانية أنها – لا يمكن أن تستجيب لأي توجيه، إلا بنداء الدين !!

و لذلك، فإن المركز قد فكر في العمل بربط المسلمين به، منتهجا أساليب تربوية و توجيهية، نفسية و اجتماعية، تتماشى و المبادئ و القيم الإسلامية، مع مراعاة الوسطية (المنضبطة بالضوابط الشرعية) ! و مراعاة توجهات المجتمع ذي التعددية الثقافية !

فقد ثبت أنه – بهذا الدين – يمكن أن تعالج انحرافات المنحرفين من المسلمين و أبناء المسلمين، و تجعل منهم عناصر صالحة للاندماج الصحيح، في المجتمع الذي يعيشون فيه .

و إن الاندماج الصحيح : هو الذي يساهم في نهضة المجتمع و تنميته، و أمنه و استقراره، و لا تضيع معه هوية المندمج و خصائصه، تلك التي تستحق المحافظة عليها !

و عليه .. فإن "مركز التأصيل و التأهيل" هو مؤسسة حرة و مستقلة؛ لا تنطوي تحت أية مظلة، إلا مظلة الكتاب و السنة ! و هي مفتوحة الأبواب لكل مسلم و مسلمة؛ بغض النظر عن الجنس أو اللون أو اللغة !  فالجميع يلتقي للتعارف أولا، ثم للتعاون على الخير ثانيا : خير الفرد، و خير الأسرة، و خير المجتمع، و خير الأمة . 

و إن من الأهداف المتوخاة عموما: ربط المسلمين بدينهم الحنيف الذي هو الإسلام: (( إن الدين عند الله الإسلام (( ؛ و هو دين الفطرة، و الوسطية، و التوازن، و الاعتدال : (( فأقم وجهك للدين حنيفا، فطرت الله التي فطر الناس عليها؛ لا تبديل لخلق الله؛ ذلك الدين القيم؛ و لكن أكثر الناس لا يعلمون)) ((  و كذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس، و يكون الرسول عليكم شهيدا )) .

ثم إنه على وجه الخصوص يهدف المركز إلى مراعاة ما يلي:

الصغار: التركيز على التربية و التوجيه لناشئتنا و فلدات أكبادنا ـ بنين و بنات ـ و تشجيعهم على النبوغ في المواد الدراسية النظامية بعامة، لاسيما العلوم العقلية، كالرياضيات و الفيزياء و غيرها  .

– الشباب: المساهمة في تقويم انحرافات شبابنا : فتيانا و فتيات، و الأخذ بأيديهم حتى يصبحوا صالحين، بحيث يمكنهم أن ينفعوا أنفسهم و أسرهم و مجتمعهم و أمتهم .

 أما الكبار – إخوانا وأخوات – فلهم مناسبات و لقاءات تربوية و توجيهية؛ أسبوعية، و شهرية، و موسمية : ففي داخل الأسبوع تلقى دروس علمية و شرعية هادفة؛ و أهمها المحاضرة الجُمعية الإلزامية ! لغير ذوي الأعذار الشرعية ! و هناك لقاءات شهرية و فصلية .. و هناك الموسم السنوي الذي هو شهر رمضان، حيث تقام صلاة التراويح جماعة، و تتخللها حلقات علمية و وعظية، إضافة إلى الحلقات الأسبوعية الرسمية؛ و لشهر رمضان ماله من التأثير الإيجابي في التربية و التوجيه، حيث يحدث فيه استعداد نفسي خاص بالنسبة للمؤمنين ! و هناك كذلك يوما عيد الفطر، و الأضحى؛ و ما يكون فيهما من خطابة و احتفال .

– الأسرة: و لا ننسى كذلك الاهتمام بشؤون أسرنا تربية و توجيها، و مساعدة لها في حل خلافاتها و مشاكلها .

و هناك كذلك العديد من الأنشطة المختلفة، التي سيتم الإعلان عنها، عند العزم على القيام بها – بعد إعدادها – و كلها في خدمة التربية، و التوجيه؛ و الصالح العام، من منطلق الإسلام الحنيف . و فيما يلي بعض الأنشطة الأولية:

 أولا- الأنشطةالعامة:

 أ_أنشطة تربوية تكوينية:

+ دروس أساسية و أولية في اللغة العربية، بأساليب منهجية هادفة .

+ تحفيظ من القرآن الكريم، بطرق منهجية، تجمع بين الأصالة و الحداثة، و على وفق قواعد التلاوة .

+ توجيهات تربوية هادفة، تعتمد على حوار هادئ يتيح الفرصة لطرح كل ما يقلق النفس، و يسبب لها ترددا و اضطرابا .. من شكوك  و شبهات و مشكلات ! و ذلك لأجل التأهيل لحسن الاندماج في الأسرة و في المجتمع .

+ تشجيع على النبوغ في المواد الدراسية النظامية بعامة، مع مساعدة عملية في أداء الفروض الاختبارية، لا سيما ما يتعلق بالعلوم العقلية، كالرياضيات و الفيزياء و غيرها.. و هي العلوم التي تتباهى بها "العلمانية" ! و تزعم أن الدين – و إن كان دين الله الحق – يتناقض معها، و يحاربها ! و هو زعم باطل، و وهم كاذب !

ب_ أنشطة ترفيهية:

+ مسابقات موسمية تشجيعية .

+ خرجات و رحلات للنزهة و الاستطلاع و الممارسات الرياضية .

تلك الأنشطة المذكورة: ( أ -/ ب -) تنتقى لها نخبة من الشباب، فتيانا و فتيات؛ تترواح أعمارهم ما بين السابعة، و السابعة عشرة . أما من الثامنة عشرة فما فوق، فتخصص لذلك دروس في اللغة، و في الحفظ لما تيسر من الكتاب و السنة؛ مع بعض التوجيهات التربوية .

ج _ أنشطة ثقافية عامة:

+ محاضرات أسبوعية، في الميادين النفسية و الاجتماعية و الظواهر فوق الطبيعية، من منطلقات إسلامية، تعقبها نقاشات و حوارات بقصد الاستيعاب، و حسن الفهم و الإدراك !

+ ندوات يتم فيها طرح قضية ما، من القضايا النفسية و الاجتماعية، و يبقى فيها المجال مفتوحا لطرح أي سؤال عن أي حكم شرعي، سيما ما له علاقة بتوجيه الفرد و الأسرة و المجتمع .

و مضمون الفقرة (ج) – هذه – يفتح فيه المجال بداية للعموم، على أمل أن يتم الوصول إلى التخصيص مستقبلا بحول الله و قوته !

د _ أنشطة اجتماعية:

– المساعدة في حل المشاكل الاجتماعية، سواء منها الأسرية (كما بين الزوجين أو ما بين الآباء و الأبناء) أو مشاكل الصحبة، أو الجوار، أو مشاكل الشراكة التي تحدث  بين الشركاء في مختلف ميادين الحياة .

هذا، و للقيام بهذه المساعدة فإن الاستقبال يكون في المؤسسة، كما سيتم تكوين ملف لكل حالة، و توثيق كل جلسة تتابع فيها المساعدة، على أمل الوصول إلى الاعتراف الرسمي بهذا العمل الاجتماعي !

– القيام بأنشطة المناسبات الدينية: كقيام رمضان و الإفطار الجماعي فيه، و الاحتفال بالعيدين و غير ذلك . و يمكن استئجار قاعة أو فضاء ما، لهذه المناسبات، بعد تحضير لها في فترة كافية قبل الممارسة .

فهذه هي الأنشطة الأولية، التي يبدأ المركز بالقيام بها، بحول الله تعالى و قوته؛ و حتى تؤتي أكلها – حينئذ – توسع الدائرة لتشمل أنشطة اجتماعية أخرى، قد تكون الحاجة إليها ماسة !

و بما أنه مركز يُعنى بالتأصيل للعلوم، و التأهيل للنفوس، فإن ذلك يقتضي أن يتألف من جناحين: جناح علمي معرفي، و جناح عيادي عملي: (نفساني و اجتماعي) .

أولا- الجناح المعرفي: هو الجناح الذي يتم فيه عرض المعلومات المتعلقة بالأبحاث الثلاثية: (البحث النفسي، و البحث الاجتماعي، و بحث الظواهر فوق الطبيعية: /النفسية و الاجتماعية و البيئية) . و هذا الجناح يتطلب قاعة مجهزة بالأجهزة التي تتطلبها قاعة المحاضرة؛ و هي تبدأ بحجم متوسط، على أن تتسع تدريجيا مع الإقبال بحول الله تعالى  و قوته .

ثانيا– الجناح العيادي: هو الجناح الذي يتم فيه استقبال الحالات النفسية و الاجتماعية المعانية، لمتابعة العمليات العلاجية معها، حتى تستعيد وضعها الطبيعي أو تقاربه؛ أو يحدث الله أمرا كان مفعولا ! و تلك هي : 

العيادة الإسلامية –  النفسانية و الاجتماعية 

( ينظر: <حول المعالجة الإسلامية> و <جولة في المركز> من القائمة الرئيسية في هذا الموقع )

و الله الموفق لا رب سواه .

تذكير: لايحق لك تنزيل أو تحميل أو نسخ، إلا بإذن من القيم على الموقع

و يمكنك إرسال تعليقك، أو استفسارك، من مدخل "للتواصل مع المركز" .