حول المعالجة الإسلامية

ههنا كانت تُنشر موضوعات متسلسلة تحت هذا العنوان بالصيغ التالية :

 نظرات تحليلية تلخيصية

حول المعالجة النفسانية و الاجتماعية

من الوجهة الإسلامية

( تعريفات و بيانات مجلية

و ضوابط و شروطا إلزامية )

مفتتحة بتمهيد ثم مباحث تسلسلية

…………………….

و لكن، نظرا إلى أن هناك – من الانتهازيين – من يسطو على كد العاملين .. و لا يتقي الله رب العالمين/استشعارا لمراقبته .. و استيقانا لمحاسبته/ و نظرا إلى أسباب أخرى .. فإننا قد تراجعنا عن متابعة النشر لمباحث العنوان المذكور ..  و سنكتفي فقط بهذه المعلومات العامة، و هي كالتالي على الصيغة التالية :

تمهيد بالتعريف الموجز بـالمعالجة – النفسانية و الاجتماعية – الإسلامية 

[ م . ن . ج . ا ] 

………..

فقرات المحتوى  

[ تعريف بالمعالجة – المراد بالتأصيل و التأهيل – طرائق المعالجة النفسانية البشريةمفهوم المعالجة الإسلاميةمحاور العلاج النفساني من المنظور الإسلاميمفهوم القابلية للمعالجة – الاختبار النفسي و إعلان التشخيص – كيفية المتابعة العلاجية للحالات المستعصية – مقياس الشفاء و السلامة ]

……………………..

يمكن الانتقال إلى الأسفل، لمتابعة تفاصيل العناوين الخضراء

……………………..

 المعالجة في ضوء اللغة و الممارسة : هي عملية مصدرها من فعل "عالج" الذي يفيد البحث و تركيز القوة الذهنية و اليدوية، أو الآلية .. لترميمٍ أو استصلاحٍ لخطإ أو خلل أو عطب أو مرض أو ضرر ما .. و التعامل مع ذلك بحنكة و دراية .. و هي عملية تحصل بين طرفين :

أحدهما معالِج ؛ و هو فاعل مؤثر بفعل هو العلاج .

و الآخر معالَج؛ أو متعالج؛ و هو المقابل، المنفعل، المتأثر بذلك الفعل العلاجي !

فالعملية العلاجية قد تكون مادية؛ و قد تكون معنوية؛ و متعلَّقها ههنا – بالنسبة إلينا – هو المجال الاستشفائي: النفساني، و الاجتماعي، من المنظور الإسلامي !

 أما النسبة إلى "النفس (ي – ة)" فهي كذلك باعتبار كون العملية الاستشفائية تتعلق بالجانب السلوكي . أو المعنوي . أو الغيبي .. من التكوين الإنساني؛ و هو الجانب النفسي المقابل للجانب العضوي؛ أو المادي؛ أو الطبي . و العلم الذي يهتم و يتعلق بالجانب النفسي هو "علم النفس"؛ بغض النظر عن الخلفية التي هي وراءه؛ أو المنطلقات التي ينطلق منها الدارس له، و الباحث فيه !

و من جهة أخرى، فالنسبة إلى "النفس (ي – ة)" هي على اعتبار التأثير و التأثر- في هذا المجال العلاجي – أمرا يحدث بين نفس مؤثرة، و هي نفس المعالج .. و بين نفس متأثرة ؛ و هي نفس المتعالج !!

فأما النسبة إلى "الاجتماع (ي- ة)" فإن ذلك باعتبار نسبة الأمر إلى "علم الاجتماع" .. و أيضا باعتبار وضع حلول اجتماعية لتلك المشكلة من منظور ذلك العلم ! بغض النظر عن طبيعة الخلفية التي هي وراءه كذلك ! ذلك أن كلا من "علوم النفس و الاجتماع و التربية" هي علوم نظرية فلسفية في طبيعتها العامة !

و أما نسبة الأمرين – النفسي و الاجتماعي – إلى الإسلام .. فإن ذلك باعتبار تأصيل هذين العِلمين تأصيلا إسلاميا؛ و ربطهما بمبادئه، و قيمه، و ضوابطه ! كما أنه يراد من تلك المعالجة: التاهيلُ النفسي و الاجتماعي، من المنظور الإسلامي .

يُنظَر المراد إذن بالتأصيل و التأهيل الإسلامي في "حول المركز":

طرائق المعالجة النفسانية البشرية :

إن العلاج النفسي الموجود لدى الناس – في الأرض عموما – يتخذ ثلاث طرائق منهجية مختلفة، و ذلك تبعا لاختلاف توجهاتهم (( و لكل وجهة هو موليها )) . هذا مع وجود قدر مشترك من التوافق فيما بينهم، تبعا للاشتراك في أصل الفطرة؛ أو لدلالة العقول السليمة .. لأن الحق لا يُختلف فيه ! و ذلك لأنه الأصل الأصيل في فطرة الوجود ! و فيما يلي بيان موجز لتلك الطرائق الثلاث  :

طريقة العلاج النفسي الذي يقوم أساسا على الإيمان بالله العلي، و يستمد من وحيه الجلي : و فيها يُعتمد على توجيه المعاني للاستقامة على وفق هداه سبحانه، و ذلك على اعتبار أن السبب الرئيسي وراء كل ما يصاب به الإنسان، إنما هو عدم الاستقامة على وفق ذلك الهدى: (( قل إن هدى الله هو الهدى )) (( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )) أي: مما يخالف مقاييس ذلك الهدى و ضوابطه و مبادئه ! ففي هذا العلاج الرباني يتم توجيه المصاب إلى ربه وحده، لأنه هو القادر على أن يكشف عنه الضر و يشفيَه . ثم إنه – مع الاستقامة و الدعاء – لا بد من الأخذ بالأسباب الممكنة و المشروعة، مادية – كانت – أو معنوية .. و ذلك هو المنهج الإسلامي التوازني .

** طريقة العلاج النفساني الذي يقوم على الوحي الشيطاني؛ (و يسمونه العلاج الروحاني): و يُعتمَد فيها على التوجه إلى اللعين بأنواع من القرابين و الممارسات الوهمية، بأساليب مختلفة – لدى كل نِحلة (ملة) – من ذبح و تبخير و تعظيم و استغاثة، و غير ذلك مما يسترضيه به الجهلة من البشر! سواء أُعلِنَ التوجه إليه أو لم يعلن ! فما أكثر من يظنون أنهم يحاربون الشيطان، و هم في واقع أمرهم في قبضته، و على منهجه ! كما قال رب العزة في تنزيله : (( و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين؛ و إنهم ليصدونهم عن السبيل و يحسبون أنهم مهتدون )) (( و قيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم و ما خلفهم؛ و حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس؛ إنهم كانوا خاسرين )) .

***طريقة المعالجة النفسانية .. القائمة على المفاهيم المادية العلمانية: و هذه فيها قدر من الحق، و هو ما انتهت إليه العقول الباحثة، و أثبتته التجربة الميدانية ! كما فيه جوانب فيها من الباطل، و هي الجوانب الفلسفية – الإلحادية و الإباحية .   

ثم إنه – بغض النظر عن المنطلق و الوجهة – فإن العلاج النفسي /مطلقا/ يقوم على أربعة أمور هي : التحليل (تحليلا للحالة المعروضة؛ أو للمعاناة المصرح بها)؛ ثم التأويل (تفسيرا للأعراض أو للمعطيات المستَجمعة)؛ و ذلك بغية الوصول إلى تشخيض للمعاناة ! ثم التوجيه (إرشادا للمعاني: إرشادات نظرية، و ممارسات عملية)؛ و ذلك بغية إخراجه من معاناته؛ سعيا منه بنفسه؛ أو استعدادا للمعالجة . و إنه بتلك الممارسات و التوجيهات يتم التأثير عليه (تأثيرا نفسانيا من قبل المعالج على المتعالج، و تأثيرا ماديا كذلك بواسطة أساليب عملية)؛ و ذلك بغية معالجته، و استرجاع عافيته !

إن هذه الأمور كلها يتم تقييمها باعتبار الخلفية، أو المنطلَق، أو المنظور، للمعالِج .

مفهوم المعالجة الإسلامية :  

 لقد سبق القول آنفا بأن متعلَّقها ههنا – بالنسبة إلينا – هو المجال الاستشفائي: النفساني، و الاجتماعي، من المنظور الإسلامي ! و أنه مجال  ثلاثي الأبعاد، و هو : كما يلي :

{ 1/ معالجة الحالات النفسية .

2ترشيد إجتماعي .

3/  تفسير- مبرهَن – للظواهر فوق الطبيعية } .

التوضيحات :

1/ أما معالجة الحالات النفسية فيراد منها أمران :

1/أ – معالجة التصورات الفكرية الفاسدة، و ما ينبثق عنها من السلوكيات المنحرفة .. و ذلك باتخاذ أساليب نظرية – فكرية – توجيهية على وفق المقاييس الشرعية و العقلية ! و باعتماد توجيهات قرآنية و نبوية – ترغيبية و ترهيبية – استرشادا بما يفسرها و ما يُستنبط منها، أو يستمد منها .. من أقوال العلماء و الحكماء، و المرشدين و المربين .. و الحكمة ضالة منشودة ! و ذلك يتم على خلاف المنهج الجاهلي (المادي؛ و الروحاني) في المعالجة !

1/ب – معالجة الاضطرابات؛ و الأمراض؛ و الأزمات النفسية :

* أما الاضطرابات فهي كل ما يعتري النفس و ينتابها غالبا .. من أحوال و أوضاع و تقلبات مزاجية غير مريحة .. مثل : حدة انفعال عصبي، يترتب عليه سرعة غضب و توتر .. أو حتى انقباض و تشنج ! أو ما يعتري من خوف و حزن؛ و انطواء و انزواء؛ و ضيق و فرَق؛ و قلق و أرق … الخ . و قد تكون تلك الاضطربات يقظية .. أو تكون منامية؛ أو تعتري في كلا الحالين .

* فأما الأمراض فهي – كذلك – كل ما يعتري النفس و ينتابها، من آلام و أضرار و معاناة جسدية، تكون مجهولة العلة عضويا؛ أو تكون حتى معلومة العلة، و لكنها لا تستجيب لأية معالجة طبية مادية؛ و قد تكون تلك العلةُ علةً وهمية أو علة كاذبة !! أو تحدث انتكاسة بعد كل فترة من الشفاء و المعافاة !

* و أما الأزمات النفسية فهي – كذلك – كل ما يعتري النفس و ينتابها من أفكار و سلوكيات و تصرفات مقلقة، أو مزعجة؛ و تكون خارجة عن الإرادة؛ أو عن التحكم الذاتي لمعانيها؛ و منها – مثلا – معاناة : وسواس قهري – هَلَع – رُهاب – اكتئاب – انفصام – هُيام – صرع : (حالات/نوبات/ هستيرية) ] … إلى غير ذلك من مظاهر الأزمات النفسية، التي تحدث  بسبب تأثيرات خارجةٍ عن إدراك البحوث الحسية، و التجريبية !

فإذا كانت تلك الأزمات تحدث بسبب تلك التأثيرات .. فإن النصوص النقلية – المحفوظة في المنظومة الإسلامية – تنسب علتها إلى التأثيرات الشيطانية : مسا مباشرا كانت تلك التأثيرات، أو مسا مقترنا بأعمال سحرية ؛ أو إصابات عينية !

(و هناك دراسة عميقة، ضمن الدراسة التفصيلية .. لبيان حقيقة التأثير.. إنْ بواسطة السحر؛ أو بواسطة العين) .

هذا .. و إنه /من أجل القيام بالتحليل و التشخيص للمعاناة/ ينبغي بداية إجراء كل ما يلزم من التحاليل الطبية .. لدى الجهات المختصة . فإذا كانت تلك التحاليل لا تُثبت أية علة مادية لتلك المعاناة؛ أو لا تفلح معها أية معالجة، حتى و إن عُلمت العلة؛ أو تحدث انتكاسة بعد كل فترة من الشفاء، كما ذكر آنفا .. فإن علة الحالة هي علة نفسانية ! و للتأكد يستحسن جدا تكرار إجراء تلك التحاليل و الفحوص الطبية، و بوسائل مختلفة؛ و في ظروف مختلفة كذلك !

 ثم بعد ذلك يتم القيام بدراسة اختبارية نفسانية فاحصة شاملة، للحالة المعروضة، اختبارا نظريا شفويا .. ثم اختبارا عمليا سريريا؛ كي يُرَى ما يترتب على ذلك الاختبار من أعراض و من سلوكيات، تُصنَّف بها الحالة و تشخص في إطار المنطلقات النقلية، و المقاييس الشرعية؛ و كذا العقلية التجريبية ! و ذلك كله بقصد إثبات كونها حالة نفسانية غير عضوية . أي: أنها تتعلق بالجانب الغيبي من التكوين الإنساني .. ذلك الجانب الذي تنكره المادية و العلمانية ! و تشوه حقيقته الروحانية و الوثنية !

 ثم بعد التحقق من كون المعاناة نفسية غير عضوية .. يتم الشروع في المعالجة .. باتباع أساليب و ممارسات متنوعة .. و باستعمال وسائل "آلات تقنعلمية"حديثة ! و ذلك كذلك على خلاف جزئي؛ أو كلي .. مع المنهج الجاهلي – باتجاهيه: المادي و الروحاني – كما سبق آنفا !

هذا.. و تجدر الإشارة ههنا إلى أن العلاجات الطبية الوضعية – و كذا ما يسبقها من الفحوصات – التي توصل إليها الناس باجتهاداتهم و تجاربهم، يأخذ بها المنهج الإسلامي؛ و يحث عليها؛ و يعتبرها أحد الأساليب الثلاثية، لمعالجة أمراض البشرية ! لما جاء في الطب النبوي مما يفيد أنه (ص) كان يرشد إلى العلاج الطبي (المادي) تارة؛ و تارة إلى العلاج النفسي (الروحي)؛ و تارة أخرى إلى الجمع بينهما ! و ذلك تبعا للنظرة الإسلامية الاتزانية .. و مخالفة للنظرة الجاهلية الانفصامية ! كما هو مبين في المقدمات الأساسية .

فهذه إذن زاوية أولى من مثلث المعالجة الإسلامية .. و هي الزاوية النفسانية !

2/ أما الزاوية الثانية فهي: الترشيد الإجتماعي .. و المراد به : تقديم حلول نظرية و منهجية، و مساعدات معنوية جادة، سعيا في الوصول إلى حل للمشكلة المطروحة: أسرية كانت، أو شراكية، أو غير ذلك من الشؤون الاجتماعية .. و ذلك يتم كذلك على وفق المنهجية الإسلامية !

3/ و أما الزاوية الثالثة – التي تهتم بها الوجهة الإسلامية و تقدم بديلا خيرا مما عند غيرها – فهي: التفسير المبرهَن للظواهر فوق الطبيعية .. تلك الظواهر التي يتناولها ما يسمى بـ "الباراسيكولوجيا" أو "علم نفس الخوارق" .. تناولا جاهليا !

و للتعريف بإيجاز .. فإن الظاهرة يراد بها : "كل حادثة تحدث – إن على المستوى الفردي، أو الاجتماعي، أو البيئي، أو الكوني عموما – و يتكرر حدوثها، و يذيع صيتها، و ينتشر أمرها .. فإذا كانت غريبة، و غير مألوفة، و لا معتادة للحواس البشرية؛ و لا يعرف لحدوثها سبب طبيعي، أو علة طبيعية؛ و لا تخضع – في تفسيرها – للبحوث العقلية و التجريبية .. فهي "ظاهرة فوق الطبيعية" . و قد  تم تخصيص مبحث ضخم سينشر – إن شاء الله – بعنوان: "في مصادر العقيدة الإسلامية الصافية * تفسير مبرهن للظواهر فوق الطبيعية * نفسية كانت أو اجتماعية أو بيئية" ! و ذلك يكون بديلا عن التأويلات التي تدعيها ما تسمى بـ "الروحية الحديثة " ! و هي حركة ترفع شعار "الباراسيكولوجيا" و تنشر في ميدانه تأويلات لتلك الظواهر الخارقة، تعتبر – من المنظور الإسلامي – تأويلات جاهلية ! و من ذلك تركيزها على ما تسميه بـ "التواصل مع أرواح الموتى" .. بل و استحضارها .. و أنه قد يكون منها ما ينفع؛ أو يكون منها ما يضر !!

إن كل ما ذكر من الميادين الثلاثية (…) تتم معالجته /كما سبق/ من المنظور الإسلامي – تحليلا، و تأويلا، و توجيها، و تأثيرا – و بالتزام منهجية علمية، و شرعية ! و أن  الهدف العام المنشود هو إيجاد: { بدائل إسلامية، في الميادين النفسانية، و الاجتماعية، و الظواهر فوق الطبيعية .. معرفيا؛ و تربويا؛ و عياديا } . إنها بدائل تكون لها واجهتان : واجهة معرفية – نظرية – أولا .. ثم واجهة عملية – تطبيقية – بعد ذلك .

و قبل الانتقال من التعريف الممهِد للبيان، فهذه كلمة موجزة حول مفهوم العلاج بالقرآن ** و بيانٌ لما يدعيه كل من يتقحَّم الميدان :

إن المفهوم الصحيح للعلاج بالقرآن هو _ عموما_ ما تم تحديده آنفا في التعريف السابق بالمعالجة الإسلامية .. بل هو معالجة لكل الشؤون و الأمور المتعلقة بالمكلفين من الثقلين، كما وصفه الموحِي به – و هو رب العالمين – بقوله المبين : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) و خاطب نبيه الموحَى به إليه : (( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء و هدى ورحمة و بشرى للمسلمين )) .

ثم إنه _على وجه الخصوص_ يعني: "انتقاءً لمقاطع خطابية، توجيهية؛ قاصدة، هادفة؛ ترغيبية و ترهيبية .. تبعاً لطبيعة التشخيص للحالة .. و مقابلة لكل ما يطرأ من الأحوال أو الأعراض أثناء الجلسة العلاجية السريرية .. من باب استعمال ما يناسب لما يناسبه"  .ذلك .. مع الاعتقاد بأن القرآن كله روح (طاقة) خاصة؛ مؤثرة ثأثيرا خاصا . كما في التنزيل العزيز : (( و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ؛ ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان ؛ و لكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا )) . ذلك، لأنه كلام الله الذي ليس كمثله شيء .. فهو – كما قال سبحانه و تعالى – : (( شفاء و رحمة للمؤمنين .. و لا يزيد الظالمين إلا خسارا ))  .

فهذا التعريف /بالمعالجة الإسلامية عامة، و هذا المفهوم للعلاج القرآني خاصة/ .. يُخرج أسلوبين لطرفين مخالفين  :

أحدهما : الأسلوب العلماني، الذي يُتَّبع فيه هوى الموجِه النفساني، و بناء على أيديولوجيته المادية؛ و إباحيته السلوكية !!

و الآخر: الأسلوب الروحاني، الذي لا يُراعي فيه الراقِي المَعانيَ التوجيهية .. و إنما يتناول ما يتناول من المقاطع /آيات أو سورا/  بناء على دعوى التجريب بأن مقطع كذا يؤثر تأثيرا ما .. إما تعذيبا؛ أو حرقا؛ أو طردا للجني؛ أو إبطالا للسحر !!

و إذن .. فإن الذي يراعي المفهوم الصحيح للعلاج القرآني، و يكون قادرا على أن ينتقي ما يناسب كل وضع و كل حالة .. لا بد له من أن يكون دارسا باحثا عالما متخصصا في المجال النفسي من المنظور الإسلامي . و إلا، فإن "الرقية الشرعية" ليست تخصصا؛ و لا اختصاصا؛ و لا خصوصية .. بل هي ممارسة بسيطة، في متناول كل مسلم و مسلمة .

إن التَّقحُّمَ في ميدان المعالجات النفسانية /من غير دراسة تخصصية/ و امتهانَ ما يسمى "الرقية" أو "المعالجة الروحية" . أو "المعالجة الطاقية" (تحت أية مظلة) .. ذلك التقحم يعود عموما إلى ادعاء  "موهبة" ما !!

إما موهبة لَدُنية: سواء كانت لدنية إلهية . أو كانت لدنية و ثنية : (تبعا لاعتقاد وثني ما ) .

و إما موهبة صِـُدْفية:  أي: من غير الانتساب إلى جهة واهبة .. كمن يدعي أنه لادين له . (لادينية) .

و إما موهبة وراثية – شَرَفية و عِرقية : تبعا لانتماء لملة ما . أو من غير أي انتماء  .

و إما موهبة اكتسابية .. و هذه تكون  : إما ادعائية = وهمية؛ تبعا لممارسات ديانية .. أو رياضية روحانية :

 إنْ على المنهجية الإسلامية، فتكون تحت ادعاء التسلف . أو تحت ادعاء التصوف  .

و إنْ على المنهجية الروحانية، تبعا لأية ملة من الملل الوثنية . أو الروحانية المجردة ..كالممارسات "اليوكية" و غيرها .

*و إما موهبة اكتسابية علمية ..و هذه تكون : إما  فلسفية . أو تكون تجريبية .  و كل منهما مستقلة عن الأخرى .

أو تكون موهبة إكتسابية علمية إسلامية .. و هذه تجمع بين الفلسفة، و التجربة ؛ و الوحي، و التدين: جمعا يخضع لضوابط العقل و النقل؛ و ليس جمعا بين المتناقضات ! و الله أعلم  . 

أو يقال /بعبارات أخرى، ربما تكون أكثر وضوحا و اختصارا – :
إن الادعاء في شأن التأثير في الأشياء نوعان :
*إما ادعاء التأثيرات الخارقية؛ حيث يكون ادعاء روحانيا . أو طاقيا :

إما بالانتسابية (الانتمائية) التدينية .. كالسلفية؛ أو الصوفية (في الاسلام) مثلا . 
أو   =====     ======= الشرفية .. كشجرة عِرقية مثلا .
أو بالموهبة اللدنية . أي: بالانتقائية (القَصْدية .. أو الصدفية) .. و لا جواب على التساؤل عن اللِّمِّية التحديدية أو القَصْرية . أي: لِم أنت تحديدا أو قصرا !! ؟؟
*و إما ادعاء التأثيرات العلمانية؛ حيث يكون التأثير بالادعاء العلمي : (( قال إنما أوتينه على علم عندي )) .

إن هذه الادعاءات تنطبق على كل البشر من غير استثناء .. إلا في التصنيف للمنتمَى إليه .. فيقاس على المثال الإسلامي المذكور في الانتمائية التدينية و الشرفية !!

و أخيرا يجدر بنا القول – تذكيرا لا افتخارا – بأن البحث في هذه الميادين الثلاثية هو بحث مركز تركيزا .. و أنه قد استغرق ما يربو على عشرين سنة، من الدراسة التخصصية، و أنه يأتي ضمن حركة : "التأصيل الإسلامي للعلوم و المعارف النافعة" ! و هي حركة واكبت نشوء و تطور الصحوة الإسلامية الحديثة المباركة !

لقد كان الشروع في الدراسة و البحث منذ (1995)؛ ثم خلال سنوات (2016 – 2020) قد تمت غربلة ما يكون ملخصا جامعا بضربه على الحاسوب، فصار إلى ما يربو على ألف صفحة .. و ذلك كي يتخذ دليلا في المجال العملي .. كما يمكن أن يقدم للمناقشة لنيل الشهادة العالمية ! و إن كان الاعتراف بمضمونه هو بمثابة الاعتراف بالمرجعية الاسلامية، في كل شأن من الشؤون الإنسانية !! 

هذا .. و البحث الأصلي – بشعبه الثلاث كلها – هو بحث ما زال مخطوطا .. و ما زالت عملية التوسيع و التنقيح و الغربلة مستمرة .. و أنه – بعد غربلته النهائية و طبعه – يُقدر أن يتألف مما يربو على عشرين ألف صفحة، من حجم A4 ! و هذه ليست مبالغة .. فإن الواقع هو الذي سيصدق كل ادعاء أو يكذبه !

قل لمن يدعي ما ليس يملكه * إن شواهد الاختبار تَرقبه !

 و إن مما في التنزيل الحميد : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) .

و بعد هذا التصريح – بعد ذلك التعريف الموجز بالمعالجة الإسلامية – فقد كان مقررا من قبل أن يتم ههنا عرض لمباحث من الملخص المذكور .. للإفادة العامة .. و لكن نظرا إلى ما سبقت الإشارة إليه في أعلى الصفحة فقد تم التراجع عن ذلك .. على أن يكون الاكتفاء بما تم عرضه.. مضافا إليه الآتي : 

محاور العلاج النفساني من المنظور الإسلامي :

إن هناك محاور عدة، ترتكز عليها المعالجة النفسانية، من الوجهة الإسلامية .. و هي ألوان من الأساليب العلاجية؛ هي : (العلاج التوجيهي – العلاج الغذائي – العلاج الحركي، أو الترويضي – العلاج القرآني – العلاج التعبدي، أو الرُّقْيي – العلاج الذاتي – العلاج الإيلامي، أو الاستثاري …) .

و بخصوص هذا المحور الأخير فيراد به كونه أسلوبا علاجيا يُعتمَد فيه على جهاز طبي (جهاز الصدم أو الوخز الكهربائي) يتم استعماله _على منهجيتنا_ تأثيرا بألوان من التأثير 

* التأثير التنبيهي / (الإيقاظ = التنشيط)  Stimulation/ للممسوس؛ و ذلك عند الفتور، و الارتخاء ، أو الغيبوبة . أو يؤخذ به بقصد  :

* التأثير الاستثاري / (التهييج)  Excitation/ للقوة الماسة . أو  :

* التأثير الإيلامي/ douloureux Ampact  (Effet) / على تلك القوة (الطاقة)، و ذلك في حالات خاصة.

إنه أسلوب قد تأكدت فعاليته  efficacitéمن خلال الممارسة و العمل الميداني؛ و هو (الأسلوب الإيلامي) يمارس في كل التطبيقات العلاجية البشرية، للحالات المماثلة – و إن كان تفسير طبيعة تلك الحالات يعود إلى طبيعة كل خلفية !

هذا، و إنه لا بد من عرض ذلك الأسلوب قبل الخضوع له .. فمن رفضه فلا يستعمل له .. و كذلك لا يستعمل لحالات خاصة: كحالة تعاني الهزال الشديد في البنية الجسدية؛ أو من معاناة مشاكل قلبية؛ أو التخوفِ من تهييج علة مرضية، تبين أمرها من الوجهة الطبية .. أو  يكون العامل المانع حملا بارزا .. أو عامل سن .. أو غير ذلك من المحاذير و الموانع .

"ما ذا عن اللجوء إلى "العلاج القسري" – و  هو: إخضاع مصاب ما، للعلاج، و هو كاره له، نافر منه، و غير قابل للتعاون و التجاوب مع المعالج له – فهل يمكن أخذه بالقوة، و ضبطه في سرير المعالجة بأحزمة و أربطة ! ؟

إن الأصل في العلاج هو الرغبة النفسية في تلقيه، بخصوص من يكون راشدا عاقلا؛ رغبةً تدخل ضمن مفهوم القابلية للعلاج من منظورنا؛ [Prédisposition] و هي قابلية يقصد منها نوعان رئيسيان : نوع يتعلق بالمتعالج .. و تحته ما يلي:

القابلية الإرادية : و هي الرغبة الذاتية في المعالجة؛ و قبولُ الأسلوب المعروض للممارسة .

القابلية السلوكية .. أو الطبْعية : و هي أن لا يكون هناك مانع خفي في الطبيعة النفسية .. إما وجود تصور منحرف؛ و إما وجود سلوك منحرف، لا يعلمه الا الله .. و لربما ترتب عليه الطبع؛ أو الختم ! فلا بد من كون المرء على المنهج الرباني السليم .. الذي يؤهله للشفاء !

• القابلية الصحية : و المراد هنا الصحة الجسدية .. حيث لا يكون هناك مانع ما، من استعمال القسر .. و هي المحاذير المذكورة آنفا .. عند الحديث عن جهاز الصدم أو الوخز الكهربائي !

• أما النوع الآخر من القابلية للمعالجة فهو : القابلية الظرفية – و يراد بها توفر الظروف المناسبة؛ و تتعلق بالزمان؛ و المكان؛ و الأجهزة و الآليات .

تلك هي أنواع القابليات، لتلقي الإسعافات و العلاجات، على وفق المنهجية الإسلامية .. و كلها ينبغي توفرها؛ و طبعا بعد توفر العلاج المناسب؛ و وجود المعالج الكفء (معرفيا و تطبيقيا)؛ و توفر الظروف المناسبة (مكانا؛ و زمانا؛ و آليات، و أجهزة) !

أما مع توفر كل ما ذكر .. و لم تكن هناك فقط رغبة ذاتية، ففي هذه الحال قد يكون هناك ما يَحمل على الإرغام و الإجبار .. كما يُرغَم الطفل – من قِبل أبويه – على تناول الدواء !! بيد أن ذلك الإلزام لا بد له من ضوابط، و هي كما يلي :

توفر التقرير الطبي الشامل عن الحالة الصحية للمعاني؛ و استظهار أن ليس هناك من محذور طبي، يمنع من ممارسة ذلك العلاج القسري    .

موافقة من يلي أمره .. بل قد يتطلب الأمر حتى الحصول على شهادة إشعار لجهة ذات سلطة محلية    !

إشراف طبي، يتم – بواسطة أجهزة خاصة، لمراقبة التغيرات الفسيولوجية الحادثة – أثناء ممارسة المعالجة القسرية ! لا سيما ما يحدث على مستوى الجهاز العصبي؛ و الدوري؛ و التنفسي؛ و الهضمي   !

ثم، مع كل ما ذكر .. فإنه لا بد من أخذ الحيطة و الحذر .. إذا كانت هناك ضرورة إلى الأخذ بالعلاج القسري  !

هذا .. و إن اللجوء إلى القسر في المعالجة قد يضطر معه كذلك للجوء إلى الأسلوب الإيلامي، الذي  سبقت الإشارة إليه، و بيانٌ لطبيعته، و ما يكون الأخذ به للتأثير .. و كيفية استعماله، و متى .

الاختبار النفسي : إنه اختبار لا يشرع في القيام به إلا بعد إجراء الفحوص الطبية .. و استبيان كون علة المعاناة علة نفسية؛ و كذلك بعد تبين وجود قابلية و استعداد للمتابعة كما ذكر آنفا .. فإذا كان ذلك كذلك، فإنه يتم البدء بالاختبار النظري، و هو عبارة عن أسئلة توجه للمعاني – أو لمن يتولى أمره – بناء على ما تم به التصريح عن طبيعة معاناته .. ثم بعد ذلك يتم الانتقال إلى الاختبار العملي .. و هو اختبار يقوم على أربعة عناصر رئيسية؛ و هي : الظرفية – الحركية – الترديدية – التغذية . هذا، مع مراعاة تصحيح الوضعية الحركية؛ و مراعاة الاسترخاء؛ و التركيز)

ثم هناك مرحلة آخرة للاختبار .. و هي التي تتم بآلات – من آلات التشخيص الطبية -؛ و تلك تدخل في إطار الظروف التي لا بد من توفرها في العيادة النفسانية الإسلامية .

ثم بعد إجراء ما ذكر من الاختبار يكون التالي، و هو:

  الإعلان عن نتائج الفحص و التشخيص : ذلك أن أكثر الناس هم إما متبعون للاتجاه الروحاني المزعوم .. فيربطون معاناتهم النفسية بالمس؛ و السحر؛ و الحسد؛ و العين … و ما إلى ذلك .. توهما و تخمينا . و إما أنهم متبعون للاتجاه العلماني المزعوم .. فيربطون معاناتهم بتلك المصطلحات النفسانية المعلومة في ذات الميدان .. من مثل الاكتئاب؛ و الانفصام؛ و الهلع … الخ .

و بما أن المفحوص يُلح على معرفة طبيعة ما يعانيه .. فإنه لا بد من تحديد ما يبدو، مما تنطبق عليه تلك المصطلحات العلمانية انطباقا ما .. على اعتبار أن مدلولاتها ما هي إلا صور من صور المس .. فإن كل صورة تحمل تسمية من تلك التسميات .. و إن هي – من منظورنا – إلا أعراض من أعراض المس، الذي تترتب عليه ألوان و صور من التأثيرات .

و هكذا .. فإن ذلك التشخيص يتم بناء على ما تم إجراؤه من الاختبار نظريا .. و تم التأكيد عليه عمليا .. كما سبق آنفا .

كيفية المتابعة العلاجية للحالات المستعصية :

إن هناك جدولا زمنيا تم تحديده للمراحل العلاجية، التي قد يتطلب الحال المرور عبرها، حتى يتم استكمال أقصى المدة المقدرة للمعالجة، على وفق منهجية  اجتهادية محددة .. و هذا بيان لذلك :

الجدول الزمني للمراحل العلاجية – Le calendrier des étapes therapeutiques  :

1= زمن المعالجة السريرية: لقد تم تحديد أربعة أيام لها، و هي: الاثنين؛ و الثلاثاء؛ و الأربعاء؛ و الخميس .. و ذلك فيما بين الساعة: الـ 10و 30د– صباحا .. و الـ 15و 30د – مساء . أي: أن الجلسة العلاجية الواحدة تستغرق ما بين 3سع .. و 5سع . كما أن مدة المتابعة تتراوح بين ثلاثة أسابيع، على أدنى تقدير.. و بين أربعين أسبوعا .. على أقصى تقدير؛ كما سيأتي البيان .. و على النحو التالي: 

2= الجلسات العلاجية، و مراحل المتابعة: إنه لا يشرع في المعالجة عموما إلا بعد تشخيص للحالة، بإجراء الفحص بمرحلتيه – النظرية و العملية – و تبعا للتقرير الطبي العضوي .. ثم بعد ذلك تُعرض المراحل العلاجية، عرضا بيانيا، على أن تُتابع تدريجيا؛ و يمكن اختيار المرحلة التي يمكن أن يكون الوصول إليها، و التوقف عندها؛ و هو اختيار يُراعَى 

و عليه، فها هي ذي منهجية المتابعة العلاجية على وفق المراحل المتوالية :

المرحلة الأولى: معالجة غير مركزة؛ و هي جلسة واحدة .. تعطى بعدها تعليمات للمتابعة، لمدة ثلاثة أسابيع : (1جع/أس1+3أس – تع = 3أس) . و يتم التحقق من الشفاء في يوم خميس .. فإن حصل فبها و نعمت .. و مع ذلك ينصح بمتابعة التعليمات لمدة أربعة أشهر للتأكد !

 المرحلة الثانية معالجة مركزة ؛ و هي أربع جلسات متفرقة، خلال شهر . أي: جلسة أسبوعية واحدة في أحد الأيام الثلاثة – ما عدا الخميس – (و لكل حالة /مغايِرةٍ/ يوم) .. مع متابعة تعليمات علاجية بين كل جلسة و أخرى: (4جع/ش1 +4أس-تع =ش1) . فإذا تم الشفاء – بعرض المتابع للفحص في يوم خميس – و إلا فيطبق معه برنامج المعالجة المركزة المتوسطة – إن كان راغبا في المتابعة – فيتم الانتقال إليها، و هي :

المرحلة الثالثة : التي هي ثلاث جلسات متتابعة في الأيام الثلاثة؛ (كل يوم يحسب جلسة واحدة)؛ و بعد تلك الجلسات الثلاث المتتابعة، يُنتظَر لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل، تُتابَع خلالها التعليمات العلاجية :  (3جع/ أس1+3 – سبع-تع = ش1) .

 إن تتابع تلك الجلسات أمر مهم، بحيث يمكن أن تنتهي خلالها المعاناة؛ أو أن تتضح طبيعتها على الأقل .. لا سيما إذا كان يلتزم بالتعليمات بين كل جلسة و أخرى ! أما في الجلسة الواحدة .. أو حتى في الجلستين .. فقد لا يظهر شيء من الأعراض على المعاني؛ مما قد يحمل على الظن بأنه لا يعاني أصلا من شيء ! و الحقيقة أنه لا بد أن يكون هنالك شيء، ما دام يشتكي، و كانت نتائج الفحوص الطبية العضوية على الاحتمالات الثلاثة المعلومة .  ثم بعد تلك الجلسات يخضع للاختبار في يوم خميس، لمعرفة ما صارت إليه حالته ! فإذا ظهر أنه قد حصل الشفاء، فيُخفف عنه في الالتزامات .. و يُنتظَر حتى مرور أربعة أشهر؛ فإن لم يحدث خلالها شيء من الأعراض .. فالحالة قد انتهت معاناتها .. و إن ذلك هو المبتغى . أما إذا ظهر أن الحالة لم تنته بعد ..فإنه – إن كانت له رغبة في المتابعة يكون تطبيق برنامج المعالجة المركزة العليا؛ و ذلك  بالانتقال إلى   :

المرحلة الرابعة : حيث يُعرَض عليه الخضوع لثلاث جلسات متتابعة في كل أسبوع، لمدة شهر كامل، مع متابعته للتعليمات خلالها … ثم بعد ذلك يتابع التعليمات لمدة أربعين يوما: (3جع/أس ×4 = 12 جع/ش1 +40ي-تع =ش2 و10ي) فإن شفي بعدها .. و إلا  :فإنه يُنظر مدى رغبته في المتابعة .. فإن كان ذا رغبة .. فيتم تطبيق برنامج المعالجة المركزة الزائدة ؛ و ذلك  بالانتقال إلى :

المرحلة الخامسة : التي تتم فيها جلستان في نفس اليوم: حصةٌ بكرةً (3سع)؛ و حصة عشيا (3سع)؛ و ذلك على مدى أربعة أيام في كل أسبوع، لمدة شهر .. مع متابعة التعليمات خلالها . ثم بعد ذلك يتابع العمل بنفس التعليمات لمدة أربعة أشهر متتابعة ! : (8جع/أس×4 = 32جع/ش1 + 4ش-تع= 5ش) . فإن حصل الشفاء بعد ذلك، فلله الحمد و المنة؛ و إلا.. فله تعالى الأمر من قبل و من بعد، و له الحمد على كل حال ! 

م 1/  (1جع/أس1+3أس – تع = 3أس) . م 2(4جع/ش1 +4أس-تع =ش1) . م 3/  (3جع/ أس1+3-سبع-تع = ش1) .

م 4/  (3جع/أس ×4 = 12 جع/ش1 +40ي-تع =ش2 و10ي) . م 5/ (8جع/أس×4 = 32جع/ش1 + 4ش-تع= 5ش)

=

[ 52جع = 285 ي = 40 أس = 10ش تقريبا ]

مقياس الشفاء و السلامة

هناك درجات لمقياس كون امرئ سليما من كل الأعراض/التي سبق أن كان يعانيها؛ و تم تدوينها و تشخيص ما ترتب عليها .. ثم بعد ذلك تمت متابعة مراحل علاجية عدة، قد تكون كلَ تلك المراحل المذكورة في الجدول الزمني للمتابعة/ و تلك الدرجات المقياسية قد تم حصرها لدينا في أربع .. ها هي ذي عناوينها بشكل تصاعدي – من الأدنى إلى الأعلى – :

1/ ترديد عبارة مع ترديد نفَس .. و ذلك في ظرف محدد .. و بكيفية محددة . فإذا لم يحصل حدوث أي عرض بارز خلال ذلك .. فإن ذلك يكون مؤشرا على أن الحالة قد انتهت   !

2/ أو – للتأكد – : أن يتم فعلُ نفْس الشيء المذكور .1/. على أن يتم التكرار في ظروف زائدة محددة . 

3/ أو: /للتأكد الزائد/ : أن يتم فعل نفس الشيء المذكور – من ترديد و تكرير… – متبوعا بـ "الاستماع المُركز …"؛ و ذلك كذلك في ظرف محدد   !

4/ أو : للتأكد بدرجة أعلى .*. من تمام الشفاء : أن يتم متابعة جدول محدد للترديد .. مع متابعة لوضعيات محددة .. ثم استماع لبرنامج محدد .. و ذلك كذلك في ظرف محدد ! 

………………….

إذا لم يحصل الشفاء بعد كل محاولة .. أو لم تعد هناك قابلية للمتابعة :

إنه عند ما لا تنتهي المعاناة – بعد كل ما سبق من المتابعة للجلسات و المراحل العلاجية – فلا بد و أن هناك مانعا ما؛ و إذا كان الأمر كذلك  فإنه لا يبقى إلا الإحالة على العقاقير "الطبنفسية" و هي المسكنة بالنهار، و المنومة بالليل .. على أن يتم إعطاء تلك العقاقير من طرَف طبيب نفساني ! و هو الحل نفسه، المطروح بالنسبة لمن تبين – منذ البداية – عدم قابليته للمعالجة على هذا المنهج الذي نسير على وفقه ! 

و الله سبحانه هو الشافي، و هو المستعان ، و لا حول و لا قوة إلا به تعالى .

 تنبيه هام .. إن من رفض اللجوء للأسلوب الإيلامي – إذا دعت إليه الضرورة –  فإنه لا يتابع معه أكثر من جلسة "المعالجة غير المركزة"؛ أو حتى جلسات "المرحلة المتوسطة" ! و قد ينال بغيته من الشفاء – بإذن الله تعالى – من دون استعمال لذلك الجهاز؛ و ذلك إذن يكون هو المبتغى . و إذا لم يحصل شيء .. فالأمر لله أولا و آخرا .. و الإنسان هو المسؤول عن كل مخالفة، أو تقصير، مما يدخل في دائرة تكليفه؛ إذ (( لا تكلف نفس إلا وسعها )) . 

و الله سبحانه هو المستعان، و لا حول و لا قوة إلا به تعالى .. و هو  الكريم المنان .

…………………………….

.تذكير: لايحق لك تنزيل أو تحميل أو نسخ، إلا بإذن من القيم على الموقع

  و يمكنك إرسال تعليقك، أو استفسارك، من مدخل " للتواصل معنا "